رحلة عبر مراحل منهج مونتيسوري: من الطفولة المبكرة إلى المراهقة

صورة
  منهج مونتيسوري هو نظام تعليمي تم تطويره بواسطة ماريا مونتيسوري(ماريا مونتيسوري كانت أول امرأة إيطالية تحصل على شهادة الطب)، وقد طورت نهجها التعليمي في بداية القرن العشرين. بدأت أفكارها في التبلور أثناء عملها مع الأطفال الذين لديهم احتياجات خاصة، ولاحظت كيف أن الأنشطة الحسية والحركية يمكن أن تساعدهم على التعلم والنمو . فهذا المنهج يركز على تطوير الطفل بشكل كامل من خلال بيئة تعليمية موجهة ومواد تعليمية مصممة بعناية. إليك نظرة عامة مفصلة عن منهج مونتيسوري : الفلسفة الأساسية :  منهج مونتيسوري يقوم على احترام الطفل كفرد فريد، ويؤمن بأن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يتاح لهم الحرية في اكتشاف العالم بأنفسهم. تركز الفلسفة على النقاط التالية : الاحترام والاستقلالية : يتم احترام اختيارات الطفل واهتماماته، مما يعزز من شعوره بالاستقلالية والمسؤولية . التعليم الطبيعي : يعتمد المنهج على الإيمان بأن الأطفال لديهم دافع طبيعي للتعلم واكتشاف العالم من حولهم . الدافع الداخلي : بدلاً من الاعتماد على المكافآت والعقوبات الخارجية، يشجع المنهج على تطوير الدافع ال...

الكذب عند الأطفال: أسبابه و طرق علاجه

 



تعريف الكذب :يعتبر الكذب من الطرق التي يُمكن من خلالها خداع الآخرين، وذلك عن طريق دفعهم لتصديق شيء غير صحيح ولم يحدث بالفعل، ويُمكن أن يكون الخداع بسيطاً من باب المجاملة، أو لتجنّب المواقف المحرجة، كما يمكن له أن يكون كبيراً ومؤذياً للآخرين، ويجدر بالذكر أنه يمكن للشخص خداع نفسه أيضاً وليس فقط خداع الآخرين، وقد يكون هذا النوع إيجابياً في بعض الأحيان؛ فقد يُساعد على زيادة احترام الذات، أو تحقيق أمر صعب على الرغم من وجود العديد من التحديات التي تقف أمام تحقيقه.

تتباين نسب تكرار الكذب من فئة عمريّة إلى أخرى؛ حيث تُشير دراسة أُجريت من قبل الباحثة المختصة في علم النفس إيفيلين ديبي وغيرها من الباحثين إلى أنّ نسبة 45% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-44 عاماً يكذبون من كذبة إلى خمس كذبات خلال اليوم الواحد، فيما يكذب ما نسبتهم 9% أكثر من خمس كذبات خلال نفس المدة، أمّا النسبة المتبقية منهم فلا يكذبون إطلاقاً.

أسباب كذب الأطفال:هناك من  يعتبر الكذب أمراً طبيعياً و يتم ربطه بالذكاء عندَ الأطفال، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأمر قد يكون مريحاً للأبوين إلَّا أنهم يتمنون من أطفالهم قول الصراحة دائماً، ويتوقعون منهم التفكير مثل البالغين، وقبل معرفة طرق حل هذا التصرف عندَ الأطفال يجب معرفة الأسباب المؤدية إليه.

يكذب الأطفال لأسبابٍ عديدةٍ، ولكن توجد ثلاثة أسبابٍ رئيسيةٍ لهذا السلوك الغير التربوي:

الخيال الواسع: يستخدم الأطفال خيالهم الواسع للإجابة عن أسئلةٍ مختلفة يقوم الأهل والبالغون سؤالهم عنها، فمثلاً إذا سُئل الطفل من أثار الفوضى في غرفتك؟ قد يرد بجواب خيالي غير حقيقي، مثل أنَّ الوحش هو من أثار الفوضى فيها، وهذا النوع من الكذب يجب أن لا يواجه بالتعنيف، بل يجب على الأهل تشجيعهم عليها ولكن مع تعليمهم الفرق بين الخيال والحقيقة، والرد عليهم ،هل هذا حقاً ما حدث أم أنكَ تتمنّى أنَّ هذا حقيقيّ؟ لإعطاء الطفل فرصةً للرجوع عن كذبته بنفسه.

 تجنّب العقاب: يميل الأطفال إلى الكذب في بعض الأحيان لتجنّب العقاب وخوفاً منه، وبالأخص إذا كان العقاب أو جزاء الفعل الذي قام به غير مرغوب فيه، وفي هذه الحالة يجب إعطاء الطفل فرصةً وسؤاله مرةً أخرى حتى يكونَ أكثر إستعداداً للإجابة مع الأخذ بعين الاعتبار بتعديل أسلوب العقاب لأنَّ العقاب الشديد يجعل الأطفال أكثر استعمالا للكزب و أكثر ابداعا فيه.

 إثارة الإعجاب: يعاني بعض الأطفال من انعدام الأمن أو نقص في الشخصية أو نقص في الثقة بالنفس مما يدفعهم  إلى الكذب والمبالغة فيه أيضاً ، كقول الطفل مثلاً أنه نال أعلى درجةٍ في الفصل في مادةٍ صعبةٍ على الرغم من أنه لم ينلها محاولةً منه مجاراةِ أقرانه، وفي هذه الحالة يجب على الأهل تشجيعه وتعزيز احترامه لذاته، وفي نفس الوقت تعليمه العواقب السيئة للكذب، وتعليمه أيضاً مهارات التواصل مع الآخرين من دون الحاجة للكذب، وتشجيعه والثناء على الجهد الذي بذله لفعل شيء معيّن بغض النظر عن النتيجة النهائية لذلك العمل.

 طرق علاج الكذب عند الأطفال

تختلف طرق علاج الكذب عند الأطفال باختلاف السبب ورائه، وفيما يلي بعض الطرق التي قد تساعدك لتخلي طفلك عن الكذب:

تجاهل الطفل في حالة الكذب لجذب وإثارة الاهتمام: عدم اتهام الطفل بالكذب وسؤاله الكثير من الأسئلة عن الموضوع، بل التعامل مع الطفل بلطف وعدم معاقبته حتى لا يزيد حاجة الطفل إلى الكذب للحصول على الاهتمام، حتى لو أنَّه سلوكٌ غير جيد، ولكن يجب توجيه الطفل، خصوصاً إذا كانَ يعاني الطفل من ضعف في الشخصية وعدم تقدير الذات.

و يمكن اتباع طريقةٍ أخرى إذا لم تنجح الطريقة الأولى، وذلك عندما يبدأ الطفل بسردِ الكذبة وتفسير ما قام به أو رآه، فيقول الأب أو الأم هذه قصةٌ طويلة هل تريد أن تقول لي ما حصل بالضبط، وهنا يتشجع الطفل وينال فرصةً ثانية لقول الحقيقة من دون المبالغة. اتباع طريقة مختلفة من الأهل لعلاج الكذب عندَ الأطفال الأكبر عمراً، وأن يكون جزاء الكذب مناسباً وغير مبالغاً فيه مثل حرمانه من الهاتف الذكي لمدة ساعة أو توكيله بالقيام بواجبات أو أعمال منزلية، وأن يكون الجزاء موازياً بالشدة لدرجة الكذب الذي قام به الطفل، كأن يكتب رسالة اعتذار.

الكذبة البيضاء و السوداء:

 يتحدّث الناس عادةً عن وجود نوعين من الكذب؛ هما: الكذبة البيضاء والكذبة السوداء، وعلى الرغم من اختلافهما في التأثير على الآخرين إلّا أنّهما في النهاية من أوجه الخداع والكذب، فالكذب الأسود عادةً ما يحاول الكاذب فيه الحصول على مصلحة ذاتية على حساب الطرف المقابل، في حين أنّ الكذبة البيضاء تكون عادةً بهدف إرضاء الآخرين وتعزيز العلاقات معهم، إلّا أنّه من الممكن للكذب الأبيض خلق العديد من المشاكل؛ و هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تدفع الشخص لممارسة الكذب الأبيض، كإخفاء المشاعر الحقيقية تجاه الآخرين تجنّباً لإيذاء مشاعرهم، أو الكذب عليهم لحمايتهم من فقدانهم لمركزٍ أو وظيفةٍ معينة، بالإضافة إلى المحافظة على العلاقات الاجتماعية وتقويتها، وتحسين صورة الفرد وسلوكياته أمام الآخرين.

أسباب الكذب على مواقع التواصل الاجتماعي 

يستخدم معظم الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم ويومياتهم، وتُشير الأبحاث إلى أنّ ما ينشره هؤلاء الأشخاص قد لا يعكس الحالة الحقيقية لحياتهم، فليس كلّ ما نراه على هذه المواقع حقيقيّاً، بل هو مجرّد مشاهد مُعيّنة يريد هذا الشخص للجميع أن يراها دون أن تُمثّل حالته الطبيعية دائماً.

لهذا يُحاول عدد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الكذب لإظهار أنفسهم بشكلٍ إيجابيّ وجذاب، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها: الرغبة في تكوين علاقات اجتماعية كثيرة وقوية مع الآخرين، والرغبة في الانخراط مع الآخرين وتجنّب الانعزال عنهم، بالإضافة إلى الرغبة في الاستفادة من الآخرين على المستوى العاطفي والاجتماعي.

و سنختم مقالتها  هذه بأخطر نوع الكذب و هو الكذب المرضي

أسباب الكذب المرضيّ يُعرف الكذب المرضي بأنّه حالة من الكذب المعتاد الذي لا يوجد له سبب واضح أو مباشر، ويُشير علماء النفس إلى أنّه قد يكون حالة مرتبطة ببعض أمراض الصحة النفسية أو العقلية؛ كاضطراب ثنائي القطب، واضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، واضطراب الشخصية النرجسية، وغيرها، ومن الأسباب التي قد تدفع هؤلاء الأفراد للكذب:

- يولي الكاذب أحياناً أهمية بالغة لأحد المواضيع رغم عدم أهميته في الحقيقة، ممّا يدفعه للكذب والتركيز عليه بشكل مبالغ فيه.

- يكذب العديد من الأشخاص لفرض سيطرتهم على موقف أو قرار ما، حيث تبدو الحقيقة بالنسبة لهم في هذا الموقف غير مناسبة.

-  يخاف العديد من الناس من فقدان ثقة واحترام الآخرين لهم، وتخييب آمالهم، وقد يكونوا قلقين من فكرة أنّ الحقيقة قد تؤدّي إلى رفضهم أو نبذهم مما يدعوهم إلى الكذب.

-  يستخدم العديد من الأشخاص الكذب لتغطية كذباتهم الأخرى والتستر عليها.

- يعتقد العديد من الأشخاص الذين يكذبون أنّ ما يقولونه حقيقيّاً وليس كذباً؛ وذلك بسبب مشاكل تتعلّق بالذاكرة لديهم، حيث أشارت الدراسات إلى حقيقة تغيّر الذاكرة وتأثرها بعوامل عديدة قد تجعل الشخص يعيش في عالم آخر يتوافق مع احتياجاته ومعتقداته. يأمل الأشخاص الذين يكذبون عادةً في تحقيق هذه الكذبات وجعلها حقيقيّة لعدم تقبّل الواقع، وهذا ما يدفعهم لتكرارها



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطرق التربوية للتعامل مع كذب الأطفال

دليلك لبناء علاقات صحية و ناجحة مع أطفالك