دور المعلمة في رياض الأطفال
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
من أخطر المشكلات التي يعاني منها المجتمع و التي تعيق تقدمه هي توجيه و تواجد أفراد في مهن لا يصلحون لها و لا تصلح لهم ( الفرد المناسب في المكان المناسب) ، فهذه المشكلة لا تقتصر على تقدم المجتمع و اقتصاده بل كذلك على مردودية الفرد و سعادته فيما يقوم به و في حياته بشكل عام.
مهنة التربية هي من المهن الأكثر حساسية
و تحتاج لخصائص شخصية و تدريب و تأهيل دقيق، فمربية رياض الأطفال هي المربية
الثانية بعد الأم و هي التي تساعد الأسرة في بناء القاعدة النفسية و المعرفية و
الاجتماعية للطفل، و تساهم بشكل مباشر في التأثير على الطفل في أهم مرحلة من
النمو. لكن مع الأسف بالرغم من أهمية دور مربية الروضة أصبح فهمنا لسمو دورها
يتقلص يوما بعد يوما (كآباء و كمربيات) نظرا لجهلنا بأهمية ما تقوم به المربية مع
أطفالنا، و نظرا كذلك لسوء فهم أغلب المربية بأهمية دورها أو جعل هذه المهنة مجرد
هروب من البطالة، و هذا ما تستغله بعض رياض الأطفال ليشغلوهم بأرخص الأثمنة، و يستغلهم أبشع استغلال.
تقوم مربية رياض الأطفال بأدوار عديدة
و تؤدي مهاماً كثيرة و متنوعة، تتطلب مهارات فنية مختلفة يصعب
تحديدها و تفصيلها، فهي مسئولة عن كل ما يتعلمه الطفل إلى جانب مهمة توجيهية حول نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم، و
تبدأ هذه المرحلة بالملاحظة و التقويم و
التعامل مع القلم و الورقة إلى التخطيط و تستمر بالتنفيذ و تنتهي بالتقويم و
المراجعة، كما أن للمربية دوراً رئيسياً في تطوير العملية التربوية التعليمية
لأنها متواجدة دائماً مع الأطفال، و يمكن ذكر أدوار(لا للحصر) معلمة الروضة
فيما يلي:
1) بديلة للأم : إن دور معلمة الروضة لا يقتصر على التدريس و تلقين المعلومات للأطفال، بل إن لها أدواراً ذات وجوه و خصائص متعددة، فهي بديلة للأم من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم و منازلهم ليلتحقوا ببيئة (قد تكون جديدة للبعض) لديها ضوابط معينة تستوجب التكيف معها.
2 ) خبيرة/متخصصة
في التربية و التعليم : كما أن دورها يجب أن يكون دور المربية الخبيرة
في فن التدريس و التربية، حيث أنها تتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر و
التنظيم والتوجيه والإلمام بطرق التدريس الحديث مع مراعاة الفروق الفردية.
3 ) ممثلة
لقيم المجتمع (قدوة): عليها تقع مهمة تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعية
مرتبطة بقيم و تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه، و تستخدم الأساليب المناسبة لإكساب
السلوك المقبول و المرفوض اجتماعياً.
4) قناة اتصال بين المنزل و الروضة : فهي القادرة على اكتشاف خصائص الأطفال و عوائقهم، و عليها مساعدة الوالدين في حل المشكلات التي تعترض طريق أبنائهم في مسيرتهم التعليمية.
5 ) مسئولة
عن إدارة الصف و حفظ النظام فيه : من أساسيات العمل التربوي للمربية،
توفير النظام المرتبط مع الحرية في رياض الأطفال و تعد الفوضى من أكبر العوائق في
العمل والمربية/المعلمة الناجحة هي التي تقوم بالجمع ما بين انضباط الطفل و حريته
و تشجع الطفل على التعبير الحر الخلاق في روح من حب الاستماع للتوجيهات.
6 ) معلمة
و متعلمة في الوقت ذاته : على معلمة الروضة أن تطلع على كل ما هو جديد
في مجال التربية و المناهج والطرق التعليمية و علم النفس الطفل، و أن تجدد
من ثقافتها و تطور من قدراتها متبعة الأساليب التربوية الحديثة وتتبادل الخبرات مع
زميلاتها .
7 ) مرشدة وموجهة نفسية و
تربوية : تقوم معلمة الروضة بتحديد قدرات الأطفال و اهتماماتهم و ميولهم
و توجيه طاقاتهم، و بالتالي تستطيع تحديد الأنشطة و الأساليب و الطرائق المناسبة
لتلك الخصائص. كما لابد لمعلمة الروضة من تحديد المشكلات التي يعاني منها الطفل، و
القيام بالتعاون مع المتدخلين التربويين في علاج او تصحيح تلك المشكلات، و اتخاذ
التدابير الوقائية للطفل قبل ظهور مشكلات نفسية و أكاديمية، مثل تنمية تقدير الذات
والثقة بالنفس و صعوبات التعلم .
و لا ننسى بأن نذكر المربيات بأن يتجردن
من الذاتية في العملية التربوية و التعليمية و مراعاة القدرات الفردية لكل طفل.
ونختم بأن التربية و التعليم هو ابداع و فن و ليس عملية آلية لتمرير المعلومات.
الكاتب: يوسف أوطبي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
صحيح وهذا ما نعانيه نحن الأمهات العاملات حيث لا نجد أطر نؤمنهم على أبنائنا
ردحذف